يقول
ولاية حسين في كتابه "مآسي المسلمين ص 31": "إن نهر (ناف) حد فاصل
بين أركان الإقليم الغربي الشمالي لبورما، وبين (صاتغام) التي هي منطقة شرقية
جنوبية لبنغلاديش ...".
ثم
قال في (ص 32): "والحق أن (صاتغام) جزء من أركان –أي من حيث الجغرافيا- قطعها
الاستعمار البريطاني من أركان، وضمها مع بنغلاديش للمصالح السياسية؛ وأما قبل ذلك
فكانت (صاتغام) جزءا من أركان سياسيا أيضا، والأدلة على ذلك:
1-أن سكان (صاتغام) مشتركون مع سكان أركان
في كثير من الأمور اشتراكا تاما، منها: اللسان، ومنها الأوضاع والأقطاع الجسمانية،
ومنها الأشكال والصور، ومنها الحضارة والثقافة.
وأهل (صاتغام) لا يشابهون
أهل بنغال الأقحاح في شيء ما خلا الإنسانية؛ ومن ثم ينفصل البنغالية عن
الصاتغاميين.
2-أن أسماء كثير من مواضع وأمكنة (صاتغام) باللغة
البورمية.
3-توجد آثار البوذيين القديمة كالمعابد والمديريات
والغدران المنسوبة إلى أصحابها البوذيين.
4-أن البوذيين الناطقين باللغة البورمية كثير في
شتى مقامات (صاتغام) ونواحيها؛ وخاصة في جبالها وسواحلها.
5-من أقوى الأدلة كلها شهادة التاريخ، وهي: أن
بريطانيا لما حاول الاحتلال ببنغال ثم بأركان بعد أن قبض على الهند؛ وجد البوذيين
متسلطين على المناطق الجنوبية الشرقية من بنغال؛ حيث تقع منطقة (صاتغام)، فحارب
البوذيين، وكان أكبر الضباط البوذية ضابطا معروفا بـ(مها بندولا) قد حارب بريطانيا
دفاعا عن القوم والوطن، واستنكارا للسلطة الأجنبية، وكانت هذه المحاربة (برامو)
بجانب (كاكس بازار) قاعدة المناطق الجنوبية الشرقية لبنغال؛ وانتهت الحرب بانهزام
البوذيين، فطردهم بريطانيا من هذه المنطقة، وجعل فيما بعد بكثير من الزمان نهر
(ناف) حدا فاصلا بين أركان وبنغال، وكانت بنغال وأركان زمنا طويلا تحت انتداب
بريطانيا بلا حد فاصل بينهما.
6-وعندي دليل سادس، وهو: أن الخريطة
القديمة لأركان ممتدة إلى ما بعد نهر ناف، والنهر كله في داخل أركان".
تعليقي على ما سبق:
أننا نستفيد من هذه المعلومة ما
يأتي:
1-أن أراكان حاليا مقسمة على قسمين أراكان
البورمية، وأراكان البنغالية.
2-أن الناس الموجودين في أراكان البنغالية هم
أركانيون مثلنا، لا فرق بيننا وبينهم سوى الحد السياسي الذي وضعوه مؤخرا؛ ولذا
أخطأ من أبعدهم عنا في النسبة وجعلهم من البنغاليين الأصليين.
3-من ذهب إلى تلك المناطق التي بقرب نهر (ناف) صح
أن يقال: إنه ذهب إلى أراكان، وإلى نهر من أنهار أراكان.
4-من اشتاق إلى رؤية أركان، وأراد شم تربتها،
وتكحيل عينيه برؤية خضرتها وجمالها الساحر؛ فإنه قد يحقق شيئا من رغبته بذهابه إلى
تلك المناطق التي بقرب نهر (ناف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق