مع حلول هذا اليوم - الثالث من شهر يونيو- نكون قد مررنا بعامين كاملين منذ اندلاع الحدث الأخير لمسلمي ميانمار عام ألفين واثني عشر، والذي بدأت فصوله باغتيال الدعاة المسلمين من قبل متطرفين بوذيين حاقدين؛ حيث قدموا من رانغون إلى إقليم أراكان؛ بهدف تعليم أهلها من الروهنجيا كتاب الله –تعالى-، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومسائل الدين وأحكامه، وعند رجوعهم إلى موطنهم هاجمهم ثلاثمائة شخص من البوذيين بالعصي والهراوات والآلات الحادة، فأنزلوهم من الحافلة التي كانت تقلهم، وضربوهم وعذبوهم حتى فارقوا الحياة، ثم سحلوهم وقطعوا جثثهم إربا إربا!!
وبعد
سماع المسلمين نبأ مقتلهم انصدموا من هول الفاجعة وحزنوا حزنا بالغا، وكان لوسائل
الإعلام المختلفة دور كبير في نشر الخبر على مستوى العالم، فشَغَل الخبرُ البرامجَ
المختلفة من المقروءة المسموعة والمختلفة، وتناوله الناشطون والسياسيون بصفة لم يسبق
لحدث من أحداث لمسلمي ميانمار أن حظي بمثل هذا الاهتمام الفريد عبر العصور
والقرون.
وللتعبير
عن الحزن الذي خيم على المسلمين داخل أراكان تم الإعلان عن تجمع حشد كبير في يوم
الجمعة الموافق 10 من شهر يونيو لعام 2012؛ فكانوا كالطعم المجهز للأعداء من
البوذيين، حيث أحاطوا بهم من كل جانب، وهاجموهم وقتلوا منهم أعدادا كبيرة جدا،
بالإضافة إلى مئات المصابين منهم والجرحى.
ومنذ ذلك
اليوم تتابعت هجمات البوذيين على المسلمين في داخل أراكان وخارجها، في مدنهم
وقراهم وديارهم، فنتج عن ذلك آلاف القتلى والجرحى، ومئات الآلاف من المهجرين إلى
البلاد المجاورة كبنغلاديش، وتايلاند، وماليزيا، وهلاك للمواشي والدواجن، ودمار
للقرى والمزارع والمنازل، واعتقال مئات الرجال والشباب ودخولهم في السجون
والمعتقلات المظلمة، وبقر بطون الحوامل وقتل الأجنة، واغتصاب آلاف النساء وتعذيبهن
وإهانتهن وقتلهن بطرق وحشية بشعة، إلى غير ذلك مما يتعرض له المسلمون في ميانمار،
وبخاصة في أركان إلى قتنا هذا!
فهذا
اليوم الثالث من يونيو ينبغي لنا –أيها المسلمون في أقطار العالم- أن نجعله ذكرى
لمقتل أولئك الدعاة المسلمين، وما تعرض له الروهنجيا من بعدهم من الظلم والاضطهاد وما
يتعرضون له إلى هذا اليوم.
نجعله
ذكرى تذكرنا بتلك الفاجعة الأليمة؛ لتتحرك ضمائرنا وضمائر المسلمين في أقطار
الأرض؛ فيقوموا بنصرة المسلمين هناك، واستعادة حقوقهم، ورفع الظلم الواقع عليهم،
والانتقام من المجرمين الذين قاموا بذلك الإجرام ضد الدعاة وغيرهم من المسلمين.
أيها المسلمون
في مشارق الأرض ومغاربها، إن مسلمي ميانمار إخوة لكم في الدين والعقيدة، وإنهم يتعرضون
لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد، والتنكيل والعذاب؛ فماذا أنتم فاعلون؟!
هل شعرتم
بالجسد الواحد، ولحمة الدين، ورباط العقيدة؛ لتقوموا بواجب النصرة لإخوانكم الذين
يعذبهم المشركون أمام أعينكم، وعلى مسمع منكم؟
هل هناك
أمل للضمائر في أن تحيا؟ وهل هناك أمل في يقظة رجال الأمة -الذين علقت بهم الآمال-
بعد سباتهم العميق؟
يا أمة
الإسلام، إن ليلنا قد طال، وإن الظلام لم يزل محيطا بنا من كل جانب؛ فهل للّيل أن
ينجلي لننعم بصباح مشرق؟
وهل
للضياء أن يزيل الظلام لنرى نور الحياة والحرية في هذا الكون الفسيح؟!
هلموا
نقول بصوت واحد، وبإيمان المؤمنين الصادقين: إنه مهما كان البؤس والشقاء، ومهما
طغى الطغاة، وظلم الظالمون، وتجبر المتجبرون، وتخاذل المتخاذلون؛ فإن أملنا في
الله كبير؛ إنه نعم المولى، ونعم النصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق