كان
حلم الروهنجيين في العالم، الموجودين في داخل أراكان وخارجها أن تكون لهم قناة
خاصة تبث عبر المحطات الفضائية، تنقل فيها:
-قضيتهم
المنسية ومعاناتهم المؤلمة المستمرة منذ عشرات السنين.
-وضعهم
الحقيقي في الجانب المعيشي والتعليمي.
-الحقائق
المرة المغيبة عن العالم.
-وثائق
ومستندات تثبت أنهم عرقية أصيلة بأرض أراكان، وليست كما يروجه الإعلام البوذي في
ميانمار بالتواطؤ مع الحكومة الميانمارية.
-أصواتهم
الحرة، وآمالهم ومطالباتهم للعالم عامة، والمجتمعات الدولية والأمم المتحدة خاصة.
-عاداتهم
وثقافاتهم الموروثة عن أجدادهم، وما بقي من ذلك الآن بأرض أراكان وبلاد المهجر.
-مناظر
لطبيعة بلادهم الساحرة –أراكان-، ولقطات عن أنهارها وشلالاتها، وبحيراتها وبحارها،
وأشجارها وغاباتها الكثيفة، وربوعها ومسطحاتها الخضراء.
-أخبارا
عن أحوالها الجوية.
-أخبارا
مصورة يومية عن أحداثها اليومية.
-حوارات
وندوات تتعلق بالقضية الأراكان تبين أصل المشكلة، وتبحث عن الحلول المناسبة لحلها.
-دروسا
ومحاضرات وكلمات مصورة باللغة الروهنجية.
-أصوات
قرائهم الندية من التسجيلات الجاهزة، ومن الجوامع التي يؤمون فيها بالمصلين.
-الأناشيد
والحداءات الروهنجية.
-الأفلام
الروهنجية الهادفة.
-كلمات
توجيهية ونصائح لشخصيات روهنجية محبوبة لدى أغلب الروهنجيين؛ تهدف إلى جمع الكلمة
وتوحيد الصف.
-ولنقل
غيرها من البرامج والفعاليات والأنشطة المتعلقة بالروهنجيا وقضيتهم.
لكل
ذلك كانوا يحلمون بقناة فضائية خاصة بهم، والآن وبعد عشرات السنين تحقق هذا الحلم؛
فقد زفت البشرى إلى جميع الروهنجيين في أنحاء بعد أن أعلنوا أن الله –سبحانه- قد
وفق هذه الأيام لإطلاق أول قناة خاصة بالروهنجيا، وأن هذا اليوم الأربعاء الموافق
للسابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام ألف وأربعمائة وسبعة وثلاثين من الهجرة
النبوية؛ قد بدأ فيه البث التجريبي وعرض بعض البرامج والأنشطة الفعلية، وهذه –وربي-
مناسبة تاريخية، مناسبة تسطر ذكراها بمداد من ذهب في سجلات التاريخ الذهبي
للروهنجيا.
إن
هذه القناة كانت نشأتها الأولى عبر قناة اليوتيوب، واستمرت فيها سنين، وكانت تنشر
فيها الأخبار اليومية، وكثيرا من البرامج الهادفة في جوانب مختلفة، وكانت قد شقت
دربها سريعا ووصلت أصواتها وبرامجها وصداها إلى جميع أنحاء العالم، بل حتى اخترقت
حدود ميانمار ووصلت إلى شعبنا بداخل أراكان، والمسلمون في أراكان كل يوم يترقبون
جديدها بلهفة، ويستقون منها الأخبار اليومية، والأنباء الساخنة عن مستجدات القضية
الروهنجية في داخل أراكان وخارجها من ميانمار وجميع بلاد المهجر، وفي طاولة
المجتمع الدولي.
ولقوة
تأثيرها الإعلامي حوربت مرات وكرات من قبل البوذيين ومن قبل بعض المغرضين من
المدعين أنهم يسعون لخدمة الروهنجيا، بل هؤلاء المحاربون الروهنجيون كانوا أشرس من
البوذيين في وثبتهم وهجومهم على القناة؛ حيث مارسوا عليها وعلى أعضائها ضغوطات
كبيرة، اجتماعية وسياسية، وهددوهم برفع دعوى كيدية ضدهم إن لم يقوموا بإغلاق
القناة، وسحبوا بعض الأعضاء منها بالتخويف والابتزاز، لكن –الحمد لله- كل
الممارسات الشيطانية لهؤلاء ذهبت هباء منثورا، وثبتت القناة راسخة شامخة كالجبل
الراسي الذي لا تهزه الرياح العاتية، واستمرت في تحقيق أهدافها، وخاصة بعد نقل
مقرها إلى بلدة ماليزيا!
وقبل
أشهر قام أحد الذين يحاربون القناة من الروهنجيا بالمحاولة الأخيرة لتشويه سمعتها أمام
العالم وأمام المجتمع بتهمته لها بأنه تأكد لديه أنها قناة عميلة للبوذيين، وأنه
سوف يقوم بالإبلاغ عنها وعن مآربها الخفية في الجهات الرسمية الماليزية لتقوم
بإقفالها وطرد أعضائها من البلاد، والمجتمع الروهنجي وقتها استغرب من ذلك التصريح
الذي لا يصدر إلا ممن فقد عقله، ويتكلم من غير وإدراك، لكن زال هذا الاستغراب بعد
أن تم الإعلان عن أن القناة أطلقت عبر الأقمار الصناعية؛ فقد علموا أن أثار حفيظته
وأقض مضجعه هو بعض التسريبات التي وصلت إليه عما يتعلق بإجراءات وصول القناة قريبا
إلى الأقمار الصناعية؛ فحاول قبل أن تصل إلى ذلك التخريب عليها وتشويه سمعتها، لكن
الله سلمها من شره، ورد كيده في نحره.
أسأل
الله –عز وجل- أن يوفق القناة وأعضاءها للقيام بواجبهم الإعلامي في نصرة القضية
الروهنجي على الوجه المطلوب، ويحفظها ويحفظهم من شر الأشرار، وكيد الفجار.
البلد
الحرام – الأربعاء 1437/12/27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق