الخميس، 20 أكتوبر 2016

عاصفة الحزم ... وسلمان المعجزة


حق لكل سعودي أن يفتخر ببلاده المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، وأن يرفع رأسه عاليا بعد أن رأت عيناه هذا العمل العسكري الجبار الذي قام به ملك الحزم والعز والفخر خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله وبارك في خطواته وإدارته للبلاد والعباد-!

كنا فيما مضى من أيام نصبح ونمسي على تهديدات شيعية صفوية، واستعراضات لقوى بلاد أهل العمائم السوداء العظيمة ومخططاتها لالتهام مملكتنا الحبيبة وبلاد الحرمين والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط –على حسب زعمهم وعلى حسب ما رسمته لهم أحلامهم الوردية-، واقترن ذلك ظهور حركات للتمرد في شمال الجزيرة وجنوبها، تدعمها دولة المجوسيين والمشركين وتغذيها وتسمنها لتكون مهيأة لتنفيذ مخططاتها في جزيرة العرب؛ وكل ذلك أدخل الخوف والرعب في قلوب كثير ممن يسكنون بلاد الحرمين ومحبيها ممن هم بعيدون عنها، كما أفرح ذلك المغرضين والمنافقين وأذناب المجوس والصفويين ممن يلبسون لباس أهل الإسلام، وهم أبعد الناس عنه وعن تعاليمه وعقائده ...

كنا على تلك الحال، وبتنا كعادتنا بروح الضعف والانهزامية تلك الليلة التي لا ندري أن بعض أجزائها يخبئ لنا مفاجآت سارة!

 إنها ليلة الجمعة الموافقة لليوم السادس من أيام جمادى الآخرة؛ فقد ظهرت لنا بوجهين يختلف كل منهما عن الآخر اختلاف الليل والنهار، فالأول منهما ككل الليالي السابقة أظهر لنا في صفحاته ضعفنا وعجزنا وتفرقنا وتشتتنا –نحن المسلمين-، وأما الآخر فظهر بوجه غير معتاد، حمل معه المفاجأة التي هزت العالم بأسره، وحان فيه موعد الفجر قبل أوانه، إنها مفاجأة مدوية أفرحت كل المسلمين، وأفجعت الكفار والمنافقين والمجوسيين من أحفاد منبع الأشرار عبد الله بن سبأ اليهودي اللعين ...

نمنا تلك الليلة ولم نستيقظ إلا على دوي عاصفة الحزم وأصوات الطائرات التي تحلق في سماء اليمن السعيدة؛ لتمطر على الحوثيين الأوغاد قنابل وصواريخ تحرق أجسادهم وتفجر أسلحتهم، وتدمر ذخائرهم التي أزعجونا بها ليلا ونهارا، وعاثوا بها في الأرض فسادا.

إنها ليلة لا تنسى، ليلة ليست كالليالي، ليلة تجلى فيها مليكنا سلمان، وغير فيها مجرى التاريخ، ولقن فيها الروافض والمجوسيين درسا لا يمكنهم النسيان وإن طال الزمان، ليلة هبت فيها عاصفة الحزم فاستعادت كرامة العرب والمسلمين، ورفعت رؤوس أهل الحق، ونكست رؤوس المجرمين.

توهم الواهمون قبل العاصفة أن العرب والمسلمين لا يجيدون إلا الجلوس على الطاولات والكراسي الدوارة لإطلاق مزيد من التصاريح الساخنة والعبارات الرنانة، وأنه ليس لهم أن يتفقوا ويتحدوا في أمر يفيد الدين والبلاد والعباد، توهموا ذلك، لكن سلمان العز والمعجزة جعلهم يدركون أنهم في ذلك واهمون، أخذتهم الحيرة من أمره وحكمته وقدرته العجيبة؛ متى استعد لهذه العاصفة؟ ومتى جمع المعدات والقوات والمقاتلات في الجنوب؟ ومتى نسق مع هذه الدول التي وقفت معه وأيدت العاصفة وشاركت فيها بجيشها وأسلحتها؟ وكيف يستعد لهذا الأمر العظيم دون أن يكون هناك أي ضجيج أو فوضى أو تصريح؟ وكيف كتم الأمر إلى أن يطلق المفاجأة ببدء العاصفة ولم يعرف ذلك أحد من أجهزة الاستخبارات، ولا وسائل الإعلام المختلفة رغم تطورها الهائل في هذا العصر المتطور؟

حقا، إنه سلمان المعجزة، غير مجرى التاريخ، ونبه الغافلين من أهل الإسلام، وقزم المتعالين من أهل الفرس والمجوس، ووحد صفوف العرب والمسلمين، واستعاد عز المسلمين وكرامتهم بعد أن تكالب عليهم الأعداء من كل الجهات لإحساسهم بضعفهم وتفرقهم وتشتتهم، وعدم اتفاقهم واجتماعهم على كلمة واحدة.

سلمانَ يا مليكنا وقائدنا الفذ، سر على بركة الله، وأطلق عشرات العواصف لتعصف بكل المجرمين في جزيرة العرب وبلاد الحرمين وما حولها من أحفاد المجوس والمشركين والصفويين، ونحن أبناء المسلمين خلفك في السراء والضراء ولن نخذلك بإذن الله –تعالى-.


حفظك الله من كل سوء ومكروه، ومن شر الأشرار، وكيد الفجار، وأعانك على خدمة الإسلام والمسلمين؛ إنه سميع قريب مجيب الدعوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق