ما يقوم به المصلحون حاليا وما قاموا به سابقًا هو لتحقيق المصلحة العامة، وليس لتحقيق مصالح خاصة بهم؛ وعلى هذا فالصلح الذي لا يحقق المصلحة العامة يعد فسادا وضياعا للجهود التي بذلت من قبل المصلحين منذ أربع سنين أو أكثر، مع تحملهم لأنواع الأذى من السباب والشتائم والقدح في الأعراض والاتهام الباطل بارتكابهم مخالفات أمنية، وتعرضهم لتخريب سمعتهم في مجتمعهم وبيوتهم.
ولو كان
الهدف هو تحقيق المصلحة الخاصة لما تحرك المصلحون منذ البداية؛ لأن الحركة التي
قاموا بها كانت مهددة بتدمير مصالحهم الخاصة من حيث العلاقات الاجتماعية بأساتذتهم
وشيوخهم، وأصحابهم وأصدقائهم وزملائهم، بل وبإخوانهم الأشقاء أيضا، ولم يكن لهم أي
خصومة مع هؤلاء قبل حركتهم هذه.
وكذلك
كانت مهددة بتشويه سمعتهم لدى الخاصة والعامة في الأحياء وغيرها من الأماكن والمواطن.
وقد حصل
غالب ما سبق لكثير من المصلحين، ومع هذا تمسكوا بمبدئهم، وثبتوا على المنهج الذي
يسيرون عليه حتى تحقيق الهدف المنشود.
وأي
محاولة للصلح بعد هذه الفترة الطويلة من كفاحهم تعد إضاعة لما بذلوا ويبذلون من
الجهود الكبيرة إلا إن كانت النتيجة قطع دابر الفساد وإسعاد العامة بعمل نزيه يسعى
لتحقيق رغباتهم، وليس للتسلط عليهم، وتفريق صفهم، واستحمارهم، وتدمير عقولهم،
ومحاربة المبدعين والمفكرين.
وأي صلح
لا يحقق النتيجة السابقة يعد مشاركة المفسدين في فسادهم مقابل تقسيم كعكة الكراسي
والمناصب العنكبوتية بين المفسدين الأولين والمفسدين الجدد.
البلد الحرام الخميس 1437/8/19
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق