الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

"تم القبض على الكاتب علي السبحاني" مقال ساخر بسبب شائعة


"تم القبض على الكاتب علي السبحاني" جملة مثيرة إعلاميا كتبها ونشرها يوم أمس بعض إخواني –حفظهم الله من كل مكروه-، ونتج عنها ضجة كبيرة في عالم الواتساب البورمِسْعُوديّ واستمر أثرها حتى صباح اليوم التالي ...

وقد لحظت في خلال هذه الفترة شريحة كبيرة من شبابنا ومثقفينا تغمرهم السعادة والبهجة حين قراءتهم للخبر والتعليق عليه؛ مما جعلني أتوقف عن نفي الخبر، وألا أحرمَهم تلك السعادة التي كانوا عليها طَوال اليوم ...

شعرت بسعادة بالغة بسعادتهم، وكنت في خصام شديد مع نفسي؛ فهي تريد أن أكتب شيئا أنفي به الخبر، وأنا أريد أن ألتزم الصمت لأفرح بفرحهم، ولا يمكنني أن أقطع فرح مئات الأحباب والإخوان الذين يرقصون ويغنون ويغردون طوال الليل لأرضي نفسي؛ فتلك أنانية مذمومة، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، والمطلوب والأفضل هو العكس تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

وما كنت أعلم في الأيام الغابرة أن كتابة مقالات ضد نفسي المذنبة تسعد تلك الشريحة من الناس، وتجعلهم في أفراح واحتفالات كما تحصل مع الفتوحات والانتصارات العظمى، ولو كنت أعلم ذلك لما منعتهم، ولأسهمت معهم في كتابتها وصياغتها وتصحيحها لغويا وفكريا ...

وأشكر كاتب هذا المنشور وغيره من المنشورات التي تفيد إلقاء القبض على المجرم علي السبحاني وعلى كل من قام بنشرها وتراقص لأجلها؛ لأن نفسي المذنبة مملوءة بالذنوب والمعاصي، وهذا قد يكفر شيئا من ذلك، ويضيف أيضا شيئا من الحسنات التي أحتاج إليها كثيرا.

ومن الإيجابيات التي قدمتها لي تلك المنشورات وأشكر لأجلها كاتبيها وناشريها –جزاهم الله خيرا- أنها قدمت لي شيئا من الشهرة والأضواء، وكنت قبلها شخصا مجهولا.

ومن الإيجابيات أنني وقفت على احترافية بعضهم في نقل الشائعات ونشرها في المجموعات الواتسابية وإبداعهم في ذلك، حيث إنهم ينقلونها في المجموعات العامة بكلمة (منقول)، وبسؤال (هل هذا صحيح؟)، وهذا الفن لا يتقنه إلا العباقرة والمختصون، وأما غيرهم ممن لم يصل إلى درجتهم فإنهم يتصلون بعلي السبحاني ويسألونه عن صحته لأنه صاحب الشأن، وخاصة إذا كان الشخص من أصحاب علي السبحاني، أو يرسلونه رسالة خاصة ويسألونه فيها، لكن هذه الطريقة تقليدية وقديمة جدا، ومن باب التجديد في هذا الباب جاء إبداع كاتبي (منقول) (وهل هذا صحيح؟) ومحبي نشر الشائعات الفضلاء –بارك الله فيهم-.

ومن الإيجابيات عرفت أن وجودي في هذا الكون له أثر، وأن هناك من يهتمون بي وبشأني، ويراقبون كل حركاتي وسكناتي، وتكون هي أسباب أفراحهم أو أحزانهم، وهذا من فضل الله علي؛ حيث إن هناك من يفحط بالسيارات والدراجات لأن يقول للناس أنا موجود.



ولحظت هناك أناسا لا يحبونني؛ فإنهم يخاصمون من نشر تلك المنشورات ويمنعونها؛ ولم يكن لهم أن يفعلوا ذلك أبدا؛ لأنهم بتصرفاتهم كادوا أن يضروا بي ويحرموني تلك المصالح التي تحققت لي من تلك المنشورات.

الاثنين 1436/3/21 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق