نجد الآن –بتوفيق الله- في الساحة الروهنجية تنافسا كبيرا
في السعي لنصرة قضيتهم الروهنجية واسترجاع حقوق إخوانهم المضطهدين من قبل ذئاب
البوذيين الحاقدين على الإسلام وأهله، وأنشطةً وجهودًا مختلفة إعلامية وإغاثية
وغيرهما من الأعمال والجهود الكبيرة التي تظهر للقاصي والداني من أفراد المجتمع
الروهنجي؛ وهو شيء جميل يثلج الصدر، ويبهج النفس ...
لكنّ هناك أمورا سلبية توجد لدى كثير من القائمين بهذه
النشاطات؛ نرى أنها تحُول بينهم وبين تحقيق مآربهم وأهدافهم النبيلة إن استمرت
معهم ولم يحاولوا الانفكاك منها!
ولعلي الآن أذكر أبرز تلك الأمور ليتعرف كل مناضل روهنجي
عليها؛ فيحمد ربه إن سلّمه منها، ويسأله –سبحانه– الإعانة على الانفكاك منها في
أقرب وقت إن ابتلي بها؛ كلها أو ببعضها، مع المحاولة الجادة والحقيقية للتخلص منها
بكل الوسائل الممكنة، وهي ما يلي:
1-الدافع للنزول في ساحة النضال البحث عن الشهرة والسمعة
والفلاشات والأضواء.
2-داء العجب والغرور؛ فيرى من أصيب به أنه فَعل ويفعل ما لم
يستطع فعله الآخرون من السابقين والحاليين، بل وما لن يستطيع فعله القادمون كذلك
فيما يستقبل من الأزمان.
3-ظنه أنه هو الصادق فحسب، وبقية العاملين كلهم لصوص وآكلو
الريالات والدولارات، وإنما جعلوا العمل مطية للوصول إلى أغراضهم.
4-نسف جهود السابقين في خدمة القضية، واتهامهم بالخيانة وعدم الصدق
والإخلاص.
5-حسد الأقران من العاملين معه في القضية، وتشويه سمعته بكل
الوسائل الممكنة.
6-محاولة الإضرار بأقرانه وأعوانهم والسعي في ذلك بجد
واجتهاد، وخلق الأكاذيب والافتراءات الباطلة للإيقاع بهم.
7-الأنانية وحب الذات، وعدم تقدير جهود الآخرين في نصرة
القضية، والتقليل من شأنها.
8-مدح العامل نفسه والعمل الذي يقوم به بحق أو بغيره، وذم
غيره من العاملين في مساره وذم عمله بغير حق.
9-عدم الصدق والصراحة في البيانات والتصريحات المتعلقة
بالقضية، واستعمال ألفاظ موهمة وخادعة للمستمعين من الجمهور.
10-محاولة السيطرة على قضايا الروهنجيا كلها والتفرد بها،
ومحاربة من يعمل للقضية باستقلالية ودون تبعية له.
11-محاولة احتكار الانتفاع بالجهات الداعمة في نصرة القضية
إعلاميا وإغاثيا وماديا ... ومحاولة سد الطرق أمام العاملين الآخرين إلا إن كانوا
من فريقه والموالين له.
12-محاولة هدم كيانات تخدم القضية بسبب استقلاليتها وعدم
تبعيتها له.
وغيرها من الأمور السلبية التي نراها لدى كثير
من العاملين في نصرة القضية الروهنجية وخدمة أهلها؛ فمن أراد أن يعمل لله –تعالى-
ولنصرة المسلمين بصدق وأمانة فليترك هذه الأمور كلها، والله –سبحانه– يوفقه ويسهل
أمره ويبارك في جهوده ومساعيه.
وأما من كانت لديه تلك الأمور واستمر عليها ولم
يحاول تركها؛ فإن ذلك يدل على عدم صدقه وإخلاصه في العمل لخدمة القضية، بل يدل على
أنه يعمل لمصالح ذاتية وشخصية، ولتحقيق مطامع دنيوية من حب السلطة والشهرة وكسب
الجاه والمال وأغراض أخرى دنيئة؛ ومثل هذا يكون تعبه وجهده وبالا عليه في دنياه
وأخراه وإن بذل في ذلك الغالي والنفيس، وكل وقته وحياته!
وأقول في ختام كلامي: إنني لم أقصد بهذا
المنشور شخصا معينا أو فئة معينة، بل قصدت كل من كانت لديه تلك الأدواء التي تبطل
عمله وجهده وتجعله في مهب الريح؛ لأجل أن يصحح وضعه قبل فوات الأوان، وقبل أن يجني
من وراء جهوده الأوزار والسيئات بدل الأجور والحسنات!
الثلاثاء 14-2-1435هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق