في
أراكان يأتي بوذي أو بوذيان من المجرمين ويمارسون ظلمهم ضد مجموعة أكثر منهم عددا
من إخواننا -وفيهم شيوخ وشباب– ويرجعون بعد قضاء وطرهم دون أن يحرك أحد منهم
ساكنا، وكأنه لم يحصل أي شيء يذكر!!
وهنا
في حاراتنا يشتكي كثير من بني قومنا من بعض الظالمين الذين يعاكسون فتياتنا
ويختطفونهن أمام مرأى الجميع!!
لعل
كثيرين منا ينظرون في مثل هذه الصور إلى من ظلم وطغى وإلى سوء فعاله وقساوة قلبه
وفساد سلوكه، لكن نظرتي تختلف عنهم؛ فأنا لا أنظر إلى المجرم بقدر ما أنظر إلى
هؤلاء الذين تركوا المجرم يفعل ما يشاء أمام أعينهم! كيف يعاكس هذا المجرم -وهو
شخص واحد- أختَك أو قريبتَك أو جارتَك أو ابنةَ جماعتك ويضايقها ويلحق بها الأذية
والضرر؛ وأنت ومن معك في الحي مجموعة كبيرة من الشيوخ والشباب كان باستطاعتكم
الدفاع عنها وردع الظالم بأي صورة من صور الردع التي لا يجّرم صاحبها، وبخاصة في
مقام الدفاع وحماية المظلوم؟!
كان
الأمر الذي تتطلبه المروءة والفطرة والغَيرة أن تؤدبوا هذا المجرم تأديبا لن ينساه
طَوال حياته، ويكون ذلك رسالة له ولمن بعده من المجرمين مفادها أن بناتنا وفتياتنا
خط أحمر يجب تجنبهن وعدم الاقتراب منهن، ومن حاول مس كرامتنا بالإساءة إلى بناتنا
فإن جزاءه مثل هذا أو أشد تنكيلا.
أكثر
الطغاة والمجرمين نصنعهم بأيدينا ويظهرون بسبب سكوتنا الناجم عن الخوف والجبن،
يظهرون عندما يرون من أمامهم أناسا بلا عقول، وعبيدا بصورة الأحرار، ونساء بثياب
الرجال!!
ولو
كان موقف رجال حاراتنا بصورة الرجال الحقيقيين أمام هؤلاء المجرمين لما اقتربوا من
بناتنا حتى في أحلامهم، لكن للأسف ... ماتت الرجولة ... ماتت الشجاعة ... ماتت
الغَيرة، يقول ابن القيم –رحمه الله- في الجواب الكافي: (إن أصل الدين الغَيْرة،
ومن لا غيرة له لا دين له؛ فالغَيْرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء
والفواحش، وعدم الغَيْرة يميت القلب، فتموت له الجوارح؛ فلا يبقى عندها دفع البتة،
ومثل الغَيْرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد
الداء المحل قابلًا، ولم يجد دافعًا فتمكَّن؛ فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي
الجاموس التي تدفع بها عن نفسه وولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه).
البلد الحرام - الاثنين 1435/11/13
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق