نشرت بعض الصحف الإخبارية المحلية خبرا مفاده أن هناك لجانا كونت لتعبئة بيانات أفراد الجالية البورمية الروهنجية؛ تمهيدا لتصحيح وضعهم النظامي ومنحهم إقامات خاصة من قبل الحكومة السعودية.
ومثل هذا الخبر أعدّه بشارة كبيرة لكل فرد بورمي روهنجي يقطن هذه الأرض الطيبة، أرض المملكة العربية السعودية؛ حيث إن كثيرا منهم يعيشون معاناة شديدة، وظروفا عصيبة منذ أن طُبق عليهم نظام عدم تجديد الهُوية لمن يحمل جوازا بنغاليًا وعنده شخص مرافق في إقامته بلغ السن الثامنة عشرة؛ إذ إن البورميين الروهنجيين لا يستطيعون الحصول على جوازات بلادهم، وإنما يُضطرون إلى الاستفادة من جوازات بلدان أخرى، كباكستان وبنغلاديش وبريطانيا وسويسرا وغيرها.
وأكثر المقيمين منهم في السعودية يحملون جوازات بنغالية أو باكستانية، وهؤلاء الذين يحملون الجوازات البنغالية قد ذاقوا أشد مرارة الحياة بعد تطبيق النظام عليهم مع أنه صدر لغيرهم، لكنه شملهم بحكم حملهم تلك الجوازات، ومن صنوف المعاناة التي ذاقوها ويذوقون:
1-حرمان كثير
من أبنائهم التعلمَ في المدارس الحكومية من الأصل.
2-عدم
استطاعة كثير من أبنائهم مواصلةَ الدراسة في المدارس الحكومية بعد أن قطعوا فيها
شوطا كبيرا، وبمستويات متميزة شهد بها القاصي والداني.
3-تعطل
الكثيرين منهم عن العمل، وعجزهم عن البحث عما يقتاتونه خوفا من الملاحقة النظامية.
4-وتولد مما
سبق إصابتهم بالفقر الشديد، وعدم استطاعتهم معالجةَ مرضاهم من الكبار والصغار
والأطفال الرضع.
5-معاناة
كثير منهم وقتَ الولادة؛ وبخاصة عند الحاجة إلى العملية القيصرية التي تكلف أموالا
باهظة.
6-المشكلات
الاجتماعية التي سببها المادة والمال.
7-ممارسة بعض
أطفالهم التسول والسرقة بحثا عما يدفعون به الفاقة والحاجة، وغيرها من ألوان
المعاناة التي يعرفها كل من درس أحوالهم، واحتك بهم، وعاشرهم عن قرب.
وهنا
أقول: إن هذا التصحيح الذي بُشرنا به، وما ينتج عنه من منح إقامات خاصة، وتقديم خِدمات
صحية، وإيجاد مهن ووظائف مناسبة لأفراد الجالية الروهنجية من قبل الحكومة
السعودية؛ لهو مبادرة إنسانية كريمة منها تُثلج الصدر، وتُبهج النفس؛ وتكون كفيلة
بأن تقضي على معاناة البورميين الروهنجيين كلها، وأن تهيئ لهم حياة كريمة سعيدة
طالما انتظروها بفارغ الصبر.
وختامًا
لا أملك في هذا المقام إلا أن أرفع إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان؛ على هذه
المبادرة الكريمة والوقفة النبيلة تجاه هذا الشعب المنكوب والمغلوب على أمرهم،
وإلى حكومته الرشيدة، وإلى الشعب السعودي فردًا فردًا على حسن الضيافة والاهتمام
بالقضية الروهنجية ودعمها والسعي لنصرتها؛ سائلا المولى -جل وعلا- أن يوفقهم كلهم
لكل خير ونفع وصلاح ورشاد، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق